بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان اتكلم معكم عن معجزات الانبياء يجب ان نعرف الاول ماهى المعجزه
المعجزة هى خرق لنواميس الكون .
أو لقوانين الكون يعطيها الله سبحانه وتعالى لرسله ليدل على منهجه . ويثبتهم به. ويؤكد للناس أنهم رسله تؤيدهم السماء وتنصرهم .
والسماء حين تؤيد وتنصر تقف قوانين البشر عاجزة لا تستطيع أن تفعل شيئا .
ولكننا حين يأتى إنسان ويقول انه رسول من عند الله جاء ليبلغ منهجه. أنصدقه ؟
أم أننا نطالبه بأثبات ما يقول ؟
إذن كان لابد أن تجىء مع كل رسول معجزة تثبت صدقه فى رسالته وفى بلاغه عن الله.
ومعجزات الله تتميز عن إية معجزات اخرى تمييزا واضحا قادرا .
فهى أولا تاتى وتتحدى من ارسل فيهم الرسول فيما نبغوا فيه . لماذا ؟
لان التحدى فيما لا ينبغ فيه القوم لا يعتبر تحديا . فمثلا إذا جئنا ببطل العالم فى رفع الاثقال وتحدينا به رجلا عاديا . لا يكون هناك مجال للتحدى. لماذا؟
لان المتحدى لاينبغ فى نفس جنس العمل الذى اريد ان يتم فيه التحدى .
ولكننا اذا جئنا ببطلين من أبطال العالم . فإن التحدى يكون بينهما واضحا . ويكون له معنى فيمن يثبت إنه هو الاقوى..
وإذا جئنا بإنسان قد نبغ فى الطب مثلا. وأرسلناه إلى بلد ليس فيه طبيب . فلا يعتبر هذا تحديا . لانه لا يمكن أن يجد هذا الطبيب من ينافسه بحيث يكون هناك مجال للتحدى .ولكننا إذا جئنا بهذا الطبيب وأرسلناه إلى أكبر العواصم الطب فى العالم . هنا يكون تحديا لهذا الطبيب .
هو تحدى بقوة العقل حيث أننا وضعناه فى أخيار مع أكبر ما فى عصره من قوة يمكن أن تواجهه.
نتكلم مثلا عن معجزه عيسى
عيسى جاء إلى قومه وقد نبغوا فى الطب فأبرأ الأكمه والأبرص . وزاد على ذلك بأنه أحيا الموتى بأذن الله . . إذن عيسى تحدى قومه فى شىء نبغوا فيه فجاء لهم بمل تجاوز علمهم .. وزاد عليه بإحياء الموتى بإذن الله . فكان التحدى من جنس ما نبغ فيه قومه .
ومحمد عليه الصلاة والسلام جاء والعرب قوم بلاغة وفصاحة .
فجاء لهم بمعجزات من جنس ما نبغوا فيه .
وهى بلاغة القرآن التى تحدتهم وأعجزتهم .
فقالوا ساحر . وقالوا مجنون .
على أننا سنتناول معجزة القرآن بالتفصيل فى مواضيعى القادمةان شاء الله .
حيث أن اعجاز القرآن ليس لغويا فقط . ولكن له جوانب كثيرة من الاعجاز الذى يتحدى به الله سبحانه وتعالى الانس والجن إلى يوم القيانة .
والقرآن له عطاء يتجدد مع كل جيل من الأجيال ..
وإذا كانت المعجزة هى خرقا للعادة ولكنها ليست مقرونة بالتحدى .
أى أن الله سبحانه وتعالى لا يتحدى بها البشر ولا يطالبهم أن يأتوا بمثلها .
بل إن هذه المعجزة تأتى لا ثبات طلاقة قدرة الله فى كونه .
بحيث لا يخضع الإنسان كل الاشياء للأسباب والمسببات .
بل إن الإنسان المؤمن يجب أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى فيما تعجز عنه الأسباب .
فالله قادر قاهر ليس لقدرته قيود ولا حدود..