بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طوفنا الدنيا كلها....شرقا وغربا.....شمالا وجنوبا....فلم نجد أسوأ من السعودية.
في الإدارة... بيروقراطية، وروتين قاتل.
في المال العام... اختلاس، ورشوة، ومحسوبيات.
في العلاقات... طبقية، وتفرقة، وتصنيف ما أنزل الله به من سلطان.
تسلط من الكبير على الصغير.
باختصار شديد، جامع، (السعودية ما عندك أحد)...كل الناس أحسن من السعودية.
.
.
.
.
.
.
كم سمعنا هذه العبارات في مجالسنا... وكم رأيناها في منتدياتنا...وكم رددناها في محافلنا الخاصة والعامة.
هذه العبارات- وبكل أسف- تميز بها السعوديون عن غيرهم من شعوب العالم.
لا ينتهج هذا الأسلوب إلا أحد ثلاثة:
إنسان لا يقدر الأمور قدرها.
أو إنسان يستثقل السير في ركب الإصلاح فهو يخفف عن نفسه هذا العناء بمثل هذه الفضفضة.
أو إنسان شرق بما تميزت به هذه البلاد من ظهور لشعائر الإسلام فيها....وهذا النوع لنا معه كلام آخر في غير هذا الموضع.
هذا الأسلوب أدى بالبعض إلى فقدان الهوية... وجعله كالشاة العائرة بين الفريقين...واحتقار الآخرين لمن نهج هذا الأسلوب لا يخفى.
هذا الأسلوب يؤدي على المدى البعيد إلى خلخلة المجتمع من الداخل وتفكيكه فتسهل سيطرة الأعداء عليه.
.....................................
نحن بطبعنا نجيد فن التملص من المسؤوليات...وتبرئة أنفسنا من كل تقصير...ورمي التهم المعلبة على الآخرين.
.....................................
الإصلاح هاجس الكبار، من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة.
على قدر همة الإنسان يكون سعيه في الإصلاح، فمستقل ومستكثر.
الإصلاح هم الرسل- عليهم الصلاة والسلام- الأول، ومحور رسالتهم (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود 88.
الإصلاح أمان من الخوف...وضمان من الحزن...وعد من ربنا لا يخلف (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) الأعراف35.
ولو راجع الإنسان مادة (أصلح) في القرآن وما اشتق منها لوجد الشيء العجاب.......سبحان الله.
.....................................
وبـــعـــــــد أخوتي...أخواتي... ما هو الطريق الصحيح للإصلاح؟
يجب أن ندرك:
أنه في كل واد بنو سعد... وأن عند الناس أضعاف ما عندنا من المشكلات...وجلد الذات لن يقدم أو يؤخر في مسيرة الإصلاح شيئا.
.
.
.
.
.
ويجب أن ندرك:
أن عندنا من الإيجابيات ما ليس عند غيرنا...وعند غيرنا من السلبيات ما ليس عندنا.
.
.
.
.
.
و يجب أن ندرك:
أن بداية الإصلاح يجب أن تكون من الجميع أفرادا وجماعة... تغييرا في علاقتنا مع ربنا... وتغييرا في برامجنا... وتغييرا في سلوكنا:
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)الأنفال53
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد11
.....................................
لا يمكن لأحد أن ينكر أنه يوجد في كل مجتمع من يتربع على عرش الإفساد ولكن هؤلاء يقل أثرهم أو ينتهي بإخلاص النية وتضافر جهود أهل الإصلاح (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود 117.
.....................................
أخيرا...أخوتي...أخواتي... هذا الكلام ينطبق على المستوى الفردي كما ينطبق على المستوى الجماعي، فمن أحس بخلل من نفسه فليعد إلى ربه وليدرك أن البداية منه... والتوفيق من الله... ولا يظلم ربك أحدا.
والســـــــــلام.