مادة التبغ تحتوي على اكثر من أربعة الاف مركب كيماوي تتسم بالسمية والسرطنة هو أكثر الأوبئة خطراً
تؤكد الابحاث والدراسات العلمية التي تناولت موضوع التدخين على ان مادة التبغ تحتوي على اكثر من أربعة الاف مركب كيماوي تتسم بالسمية والسرطنة ، وأن هناك اجماعاً في دول العالم كافة من خلال وزارات الصحة والمنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية على أن التدخين " وباء " مثل السل والكوليرا والشلل والايدز .... بل هو أكثر الأوبئة خطراً وفتكاً بالناس لأن ضحاياه أكثر من ضحايا الحوادث ، السل والكوليرا ، والشلل ، والايدز .
والتدخين من الأمور التي لا يقرها الدين ، وفيه من الاضرار ما لا يعد ولا يحصى على الصحة ،والنفس والمال ، ولمزيد من المعلومات وخاصة للمدخنين الذين هم أكثر الناس معرفة باضرار التدخين فأن التدخين مسؤول عن :
90- 95 % من حالات سرطان الرئة والتي معظمها تصيب المدخنين . 80- 85 % من حالات الألتهاب الشعبي والمزمن من القصبات . 35 % من جميع حالات السرطان بكل انواعها . 25 % من وفيات القلب والسكتة الدماغية . 50 % من حالات الوفيات عند غير المدخنين .
واستنادا لنتائج هذه الابحاث العلمية فأن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئه ، تليف الكبد ، امراض الشريان التاجي ، الذبحة الصدرية ، سرطان الفم والبعلوم والحنجرة ، وحالات مرضية اخرى كالعقم ، والأكتئاب ، والادمان ، الشيخوخة ، الشيب ، الصلع ، تلوث البيئة ، اسقاط الاجنة ، الروائح الكريهة ، امراض اللسان ، الفم ، اللثة وإتلاف حاسة الشم والذوق ) فمادة النيكوتين احدى المكونات الرئيسة للسجائر تدخل للدماغ خلال (
ثواني فقط ، وتركيزها في بلازما الدم يتراوح بين ( 25 % – 50%) ، وهذه المادة لشدة خطورتها تستخدم لقتل الحشرات والاوبئة الضارة في المزارع والبساتين حيث ان كل قطرتين توضع في خمسمائة غرام ماء ، اما ثاني اكسيد الكربون الذي ينتج عن عملية الاحتراق غير الكامل للمواد العضوية في الياف التبغ ، هذا الغاز يصل الدم بواسطة الاغشية المخاطية لتجويف الانف والقصبات الهوائية ويسبب شلل ( 5 % – 20 %) من طاقة الدم مما يؤدي إلى حصول نقص في كمية الاكسجين ، في حين ان القطران والذي هو مادة سائلة لونها اسود أو بني شبيهه بالقهوة فأن ( 50 %) منه يترسب في الرئتين والقصبات الهوائية ، ويحتوي على مواد سرطانية من اهمها (مادتي نتروزامين وبنزوبيرين ) وهذه المواد مسؤوله عن سرطانات الرئه والجهاز الهضمي والمثانه ، واذا كان الحديث هنا يقتصر على ثلاثة مواد ( نيكوتين ، اول اكسيد الكربون ، قطران ) فأن هذا لا يدفعنا لتجاهل ان مادة التبغ تحتوي على 400 مادة سامة و4000 مركب كيماوي خطير . وأن التدخين مسؤول مسؤولية مباشرة عن خمسة ملايين حالة وفاة سنويا منهم (75 % ) من الرجال ارباب الاسر الامر الذي يعرض هذه الاسر للترمل والتفكك والضياع الانهيار الاسري والحرمان من العطف والحنان والرعاية وتشرد وانحراف الابناء وتسربهم من المدارس ، ولم يسلم من التدخين حتى الاجنة في بطون امهاتهم ، وغير المدخنين الذين يتم الاعتداء على صحتهم ممن يقوم بممارسة هواياته ويدخن في الاماكن العامة ضارباً عرض الحائط قوانين الصحة العامة، دون اكتراث للمسنين والمرضى والاطفال في هذه الاماكن .
و تشير الدراسات الكمية التي نفذت من قبل العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية في العالم أن 82 % من المدخنين مارسوا التدخين قبل العمر 25 سنة وهذا يضاعف معدل التعرض للإصابة بالامراض التي ذكرتها، في حين ان نسبة المدخنين من الذكور تتجاوز الـ (50 %) والاناث يتجاوزن ال ( 36 %) ، اما نسبة الذين لم يمارسوا التدخين مطلقا فهم ( 25 % ) من اجمالي السكان . وبعد .... اننا ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك فأن في حلول هذا الشهر فرصة كبيرة امام المدخنين للأقلاع عن التدخين وخاصة أن المدخن يصوم يوميا لا يقل عن ( 14 ) ساعة وهذا يمكنه اذا توفرت عنده الرغبة الكاملة بترك التدخين ، وخاصة إذا عرفنا أنه بعد التوقف عن التدخين بـ ( 20) دقيقة يعود ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي ، بعد (
ساعات ستزول مستويات النيكوتين وأول اكسيد الكربون في الجسم الى النصف ، بعد ( 24) ساعة سيعود مستوى أول اكسيد الكربون في الجسم إلى نفس مستويات الغير مدخنين ويخرج جميع النيكوتين خلال (48) ساعة ، بعد (3) ايام يصبح التنفس اسهل حيث تتمدد الشعب الهوائية ، وتستعيد الدورة الدموية ذروة نشاطها خلال ( 12) اسبوع ، وبعد سنة إلى سنتين يزول خطر الاصابة بأمراض القلب والرئتين .
أن شهر رمضان المبارك بما يحمل من رسالة تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل هو مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة ، فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية ، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن اراد ذلك . أبارك بحلول شهر رمضان المبارك .... وأذكر بأن قوة الارداة والعزيمة التي تتجلى في الصيام والأمتناع عن المفطرات والشهوات هي عون كبير جدا على الاقلاع عن التدخين والتخفيف من اثاره الانسحابية إلى حد كبير ، فلتستعينوا بالصبر والصلاة ، ولا تدعوا الفرصة تفوتكم للاقلاع عن كل انواع التدخين . انها فرصة ذهبية فهل نغتنمها .