تلقى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – استفساراً من أحد القراء يسأل فيه عن مدى تأثير مشاهدة جهاز التليفزيون في رمضان على قبول المولى سبحانه وتعالى صيام الصائم ؟ وما إذا كانت مثل هذه الأفعال تبطل الصيام، أو تقلل من الآجر والثواب ؟
وقد أجاب فضيلته على هذا التساؤل بقوله :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
التليفزيون وسيلة من الوسائل، فيه خير وفيه شر، والوسائل لها حكم المقاصد دائمًا، فالتليفزيون كالإذاعة ... وكالصحافة .. فيها ما هو طيب وما هو خبيث. وعلى المسلم أن ينتفع بالطيب، وأن يتجنب الخبيث، سواء كان صائمًا أم غير صائم ... ولكن في الصيام، على المسلم أن يحتاط أكثر، حتى لا يفسد صومه، وحتى لا يذهب أجره ويحرم من مثوبة الله عز وجل.
فمشاهدة التليفزيون، لا أقول فيها حلال مطلق ولا حرام مطلق. وإنما يتبع ذلك الشيء الذي يشاهد في هذا الجهاز: فإن كان خيرًا جازت رؤيته، وسماعه، كبعض الأحاديث الدينية، ونشرات الأخبار، والبرامج الموجهة إلى الخير .. وإن كان شرًا كبعض المشاهد الراقصة الخليعة ونحو ذلك، فهذا يحرم رؤيته في كل وقت، ويتأكد ذلك في شهر رمضان. وبعض المشاهدة تكره رؤيتها وإن لم تصل إلى درجة الحرمة.
الصد عن ذكر الله
وكل وسيلة من الوسائل تصد عن ذكر الله فهي حرام ... فإذا كانت مشاهدة التليفزيون، أو سماع الراديو وغير ذلك، يلهي عن واجب أوجبه الله على عباده كالصلاة .. ففي هذه الحالة يحرم .. يحرم الاشتغال عن الصلاة بأي شيء ... فالله سبحانه وتعالى حينما علل تحريم الخمر والميسر، جعل من هذه العلة (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ؟). (المائدة: 91).
وعلى المسئولين عن برامج التليفزيون، أن يتقوا الله فيما ينبغي أن يقدم للجمهور دائمًا، وفي رمضان خاصة، رعاية لحرمة الشهر المبارك، وإعانة للناس على طاعة الله، والاستزادة من الخيرات، حتى لا يحملوا إثم أنفسهم، وإثم المشاهدين معهم، كالذين قال الله فيهم: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون). (النحل: 25).
ولكن اعتقد ان الكثير لايمكن ان يمر يومه بدون ان يشاهد التلفزيون وخاصة في رمضان
ولكن خالص التحايا