عزا والد سيدة سعودية اقتحمت مركز شرطة حفر الباطن بسلاح رشاش الخميس الماضي، قبل أن يتمكن رجال الأمن من إقناعها بتسليمه، إلى الحالة النفسية الصعبة التي تمر بها ابنته نتيجة خطف رضيعتها والمعاملة الصعبة التي كانت تتلقاها من زوجها وأسرته.
وكشف والد الفتاة مخلف الشمري -في حوار أعدته الصحفية زينة علي ونشرته صحيفة شمس السعودية- أن ابنته تعاني منذ فترة طويلة ظروفا نفسية سيئة انقطعت فيها كل أخبارها عن أسرتها لدرجة أنه لم يتمكن من الحديث معها كل تلك الفترة، مشيرا إلى أنه عندما توجه إلى منزلها للاطمئنان عليها اكتشف أنها تعرضت لتعذيب مستمر من قبل زوجها، بل وصل به الأمر إلى حجزها في غرفة منفردة فوق سطح المنزل الذي يسكن فيه، وهو ما دفعه للتدخل لتخليصها من خلال الاستعانة برجال الأمن وعدد من أقاربه.
ويضيف الشمري: "اتجهت بها مباشرة للمستشفى لتوثيق العنف الذي تعرضت له لأكتشف أنها أنجبت طفلة يفترض أنها تبلغ من العمر حاليا شهرين، أجبرت على التنازل عنها خلال فترة احتجازها من دون أن تعرف مضمون ما وقعت عليه".
وقال الشمري الذي أرسل شرحا كاملا بقضية ابنته لجمعية حقوق الإنسان في الرياض: "ظللنا نطالب أنا وابنتي طيلة الفترة الماضية باستعادة الرضيعة من عمها الذي تعمد اختطافها حتى لا تتمكن والدتها من الحصول عليها في المستقبل".
وأشار إلى أن ابنته تقدمت ببلاغ للشرطة من أجل استعادة ابنتها؛ لكن قضيتها حولت للقضاء بحكم أنها قضية حضانة، وبعد مثولها وزوجها أمام الشيخ سعد المنيف القاضي بمحكمة حفر الباطن حكم لها بإعادة الطفلة؛ لكن الزوج طعن في أهلية والد الزوجة "مخلف الشمري" من الناحية الدينية، ما أدى لتأجيل القضية لشهرين آخرين، وهو "ما دفعنا بالتوجه إلى وكيل المحافظة لكن للأسف الشديد قوبلنا برفض شديد من قبل المسؤولين هناك الذين رفضوا التعامل مع قضيتها إطلاقا مادامت موجودة داخل المبنى، ما أدى لتدخل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإخراجها".
وأضاف "أنا الآن بصدد رفع قضية قذف على زوج ابنتي الذي اتهمني بعدم الأهلية، وهو الاتهام الذي أثر في ابنتي لدرجة أنها أصبحت تتهمني بأنني السبب في أخذ ابنتها منها؛ بسبب تواصلي مع جميع فئات المجتمع التي يرفض زوجها وأهله تواصلي معهم لأسباب عقائدية".
وطالب الشمري حقوق الإنسان بسرعة التدخل في القضية لإنقاذ ابنته التي أصبحت على شفا الموت، بعد محاولتها الانتحار مرتين من قبل كانت أخراهما السبت الماضي.
وكانت السيدة قد اقتحمت أمس الأول مركز شرطة حفر الباطن، وأجبرت الحراس على فتح البوابة قبل أن تترجل وتشهر سلاحها في وجه رجال الأمن الذين نجحوا في تهدئتها وأخذ السلاح منها، ومن ثم تحويلها إلى سجن النساء.
وأوضح العقيد يوسف القحطاني المتحدث الأمني لشرطة المنطقة الشرقية أن المرأة البالغة من العمر 38 عاما كانت في حالة غير مستقرة، مشيرا إلى أن ملابسات قضيتها تعود إلى خلاف عائلي بينها وبين زوجها، نافيا حدوث أي إطلاق للنار وأن التحقيق جار لمعرفة الملابسات النهائية للقضية.